بلال الحبشي رضي الله عنه
قيل لبلالٍ رضي الله عنه بعد أن سطعَ نجمُ الإسلامِ في سماء العالم :
كيف كنتَ تصبرُ على تعذيب أمية بن خَلفٍ لكَ ؟
فقال : كنتُ أخلطُ حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فأصبر !
الإيمان مركّبٌ عجيب إذا تملَّكَ من القلبِ قَلبَ حال الناس
وإنْ صبرَ بلالٌ فليس في الأمر عجباً كثيراً
بلال رجل، والرجال أكثر صلابة في البنية الجسديّة من النِّساء
وهو قبل هذا كان عبداً وقد اعتاد العمل والمشقَّة
ولكن العجب أن تصبر امرأةٌ مُنعمة اعتادتْ على العزّ والدَّلال
على كلَّ هذا العذاب
وضعها فرعونُ على لوح من خشب
ودقّ الأوتاد في يديها ورجليها
فكانتْ كالجبل لا يئنُّ عندما تقطع الفؤوسُ الصَّخرَ من خاصرته !
وكالأشّجار العملاقة لا تبكي عندما تمخرُها المناشير
جسدٌ رقيقٌ يُعذب في الأرض
وروحٌ صلبة تُحلّقُ في السَّماء
وقبل أن تُسلم الرُّوح تبتسمُ، كما يقول ابن كثير في تفسيره
فيُجنُّ فرعون ويقول : أما زالتْ تبتسمُ ؟
لم يكن يعلمُ أنَّ الله أراها البيتَ الذي سألته إياه في الجنة !
#التاريخ_الاسلامي