فضل العثمانيين على العرب والمسلمين
نبذة بسيطة.
قبل أن تظهر الدعوات للقومية العربية وباقي القوميات وتتأجج في نفوس أبنائها من رعايا الدولة العثمانية في منتصف القرن التاسع عشر، كانت الرابطة الإسلامية هي التي تجمع بين جميع شعوب الدولة العثمانية على اختلاف أجناسهم، فدولة الخلافة هي الجامعة لكل من يحيى على أراضيها، ويشهد بذلك تنوع منابت أصحاب المناصب العليا في الدولة من صدور عظام ووزراء وولاة وقادة عسكريين فكان منهم العرب والترك واليونانيون والبوسنيون والألبان والكروات والصرب والكرج والأرمن وغيرهم.
كانت الأمة في ذلك العهد جسدا واحدا لا يطغى عضو على آخر، فطلائع الجيوش تتجمع من مختلف المدن والولايات، وعندما كانت تأتي البشرى بأخبار انتصارات العثمانيين في أوروبا، كانت الأفراح تقام في اسطنبول ودمشق وحلب والقاهرة وغيرها من حواضر الإسلام.
عند ظهور الدولة العثمانية كانت البلاد الاسلامية في انهيار تام ، فاتى العثمانيين ليحيو سوق الجهاد من جديد دونما توقف و اسقطوا الدولة البيزنطية و دخلوا القسطنطينية رمز المسيحية و حولوها لمدينة الاسلام اسطنبول ، ثم تدخلت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الأول (1470م-1520م) وأوقفت زحف البرتغاليين الذي حاصروا الحجاز والخليج العربي والبحر الأحمر من كافة المنافذ، وكانوا يستهدفون الوصول للحرمين والمسجد الأقصى ، و حمى الخليج من الغزو الصليبي . كما تنبه السلطان سليم الأول مبكرا لمحاولات الصفويين التغلغل في البلاد العربية ونشر التشيع فيها، والتقى مع جيش الصفويين في وادي جالديران في العام 1514م في معركة رهيبة انهزم فيها الصفويون، وسقطت عاصمتهم تبريز، وتوقف على إثرها المد الصفوي .وفي عهد السلطان سليمان القانوني دقت الفتوحات أبواب بلجراد ورودس وبودابست ووصلت القوات العثمانية إلى فيينا، وهذا إنجاز عسكري للمسلمين لم تبلغه أي دولة إسلامية على مدار التاريخ. وفي شمال أفريقية، تصدى العثمانيون لمحاولات الإسبان والبرتغال وفرسان القديس يوحنا المتكررة للسيطرة على مدن الشمال الإفريقي وضمها لحكمهم و تنصيرهم بالقوه ، فحافظوا على الشمال الإفريقي كاملا، وانهزمت العديد من الحملات الصليبية على سواحل المدن الإفريقية.
وعندما سقطت غرناطة 1492 آخر قلعة من قلاع المسلمين في الأندلس، إستغاث الناس بالدولة العثمانية، فاستطاع كمال ريس وبري ريس والأخوان بربروسا وبتوجيه من السلاطين سليم الأول وسليمان إنقاذ الآلاف من المسلمين واليهود من الاضطهاد الإسباني.
كما منع السلطان سليم الأول والسلطان سليمان القانوني اليهود من الاستقرار في سيناء لأنها تضم الوادي المقدس طوى ولم يستطع اليهود الوصول لسيناء إلا بعد دخول الإنجليز لمصر عام 1882م. وعلى طريق الحجيج، تم حفر الآبار وشيدت المخافر، وكان يتم تسيير المحمل الشريف كل عام في موكب مهيب يحضره السلطان نفسه، ويوكل به أحد وزرائه.
هذه بعض مآثر الدولة العثمانية وفضائلها وهي أكثر من أن تعد وتحصى، فلا ينكر فضل العثمانيين على العرب والمسلمين ويفتري عليهم إلا جاهل بالتاريخ يصدق كل ما يسمع دون تثبت ولا برهان، أو مغرد مأجور يسعى لنفوذ في بلاط سلطان، أو مدعٍ للعلم صاحب عمامة متملق لولي نعمته يتطاول على معلميه بكل بهتان، أو متصهين حاقد باع أمته لأجل كرسي فان، وأعلنها لقومه مدوية فقال ما أريكم إلا ما أرى فليس لكم قرار ولا شان، فيا ليت شعري هل لتغريدات هؤلاء أو كلامهم معنىً في وزن البيان !