كيف انضمت تونس إلى الدولة العثمانية ⁉
كيف انضمت تونس إلى الدولة العثمانية ⁉
لا تتشابه كل اﻷقطار العربية التي انضمت إلى الدولة العثمانية في طريقة الاتحاد مع مركز الدولة، ففي حين كانت المواجهة العسكرية بين المماليك والعثمانيين في مصر والشام، كان طلب الانضمام بشكل شبه رسمي هو المسيطر على بقية الشمال الإفريقي من ليبيا وتونس والجزائر؛ بسبب احتلال الإسبان لسواحل الشمال الإفريقي. ويذكر لنا الشيخ العالم "محمد بيرم التونسي" في رحلته الفريدة "صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار" هذا الأمر بكلمات:
"اعلم أن سبب استيلاء الدولة العثمانية هو أن الدولة الحفصية ضعف أمرها أخيرًا إلى أن استولى الطليان على طرابلس وجربه، ثم افتكتها الدولة العثمانية سنة 958هـ وامتد أمرها إلى القيروان بطلب من أهلها، إذ كانت الدولة العثمانية هي الرافعة لعلم الدول الإسلامية، واستقلت الجزائر وكثرت حروبها الأهلية وكانت قاعدتهم تلمسان، وخشي اﻷهالي من استيلاء الاسبنيول عليها وكان أحد كبراء رجال الدولة العلية المسمى خير الدين باشا وأخوه عروج غازيان في البحر، فاستصرخهم أهل "بجاية" للنجاة من ربقة الإسبنيول فاستولى خير الدين عليها وانقادت له سائر أهالي الجزائر، وخطب للسلطان سليم العثماني وذلك في حدود عام واحد وثمانين وتسعمائة، ثم أنقذ تونس أيضًا من الجور الحفصي والإسبنيول ثم استعان آخر الحفصيين حسن الحفصي بالإسبنيول وعاد إلى تونس، فأنقذهم منها سنان باشا سنة 981هـ ورتب بها جندًا من عسكر الإنكشارية قدره أربعة آلاف وعلى كل مائة رئيس ..".
صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار، الجزء 1، ص 190.