مراد بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه
مراد وبزوغ_شمس_خلافة_العماليق
تاريخنا تاريخ العز والفخر والشرف تاريخنا أمجادنا إسلامنا ملاء الوجود كمالا ورفعة ومهابة تاريخنا سطر بمداد البطولة والفداء قدمت الأرواح لأجله رخيصة لترفع الراية وتحكم الشريعة الإسلامية بما أراد الله لها أن تكون فسطعت البدور النيرة البهية الساطعة في سماء الأيام بقوة الإيمان بالله العلي العظيممن لم يعرف تاريخ اسلافه فليس له حاضر ولا مستقبل ونحن إذ نقلب مع حضراتكم صفحات العز هذه لنقف بكل فخر أمام هذه الجبال الراسية وهؤلاء الأبطال الذين هد الله بهم دولة الكفر الذين كان همهم الأوحد عقيدة الولاء والبراء لله رب العالمين ورسوله ورفع راية الإسلام على كل ربوع الدنيا فكان لهم ما أرادوا يوم أن نحينا خلافاتنا جانبا ونحينا العصبية الجاهلية الحمقاء والقومية الجهلاء فصرنا شمس هذه الدنيا كلها في شتي ربوع العلوم والمجالات فقدنا العالم يا سادة على مدار قرون عديدة تسطع شمس الدنيا على حكم خلافة المسلمين وهانحن مع هؤلاء العماليق الذين تسيدوا الدنيا كلها على مدار ستة قرون كامله في خلافة آل_عثمان وسلاطينهم ونحن على موعد اليوم مع استكمال مراحل جهاد سلطاننا الشهيد الكريم البطل مراد بن أروخان بن عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه فتعالوا بنا نري ماذا فعل
بن_العربي_الأندلسي
اضطرَّ الإمبراطور البيزنطي، تجاه الاندفاع العُثماني في تراقيا وعدم تلقِّي أيَّة مُساعدة جديَّة من الغرب الأوروپي، إلى التفاهم مع مُراد الأوَّل في سنة 773هـ المُوافقة لِسنة 1372م، فاعترف به سيِّدًا له وقبل بِدفع الجزية وتقديم مُساعدة عسكريَّة عند الحاجة، وتجلَّى هذا التفاهم بين العاهلين بِتعاونهما في قمع تمرُّد ولديهما صاووجي_چلبي بن مُراد و أندرونيقوس بن يُوحنَّا الخامس اللذين طمعا في الحُكم، وانتهت هذه الثورة بِقتل صاووجي كما أُسلف، أمَّا أندرونيقوس فقد سُملت عيناه وزُجَّ به في السجن، وأشرك الإمبراطور معهُ ابنه
عمانؤيل في الحكم
ويبدو أنَّ جُهُود الإمبراطور البيزنطي في المُحافظة على تفاهُمه مع مُراد_الأوَّل لم تنجح تمامًا، وبِفعل استمرار النزاع الأُسري في القُسطنطينيَّة الذي تطلَّع العاهل العُثماني إلى استغلاله لِصالحه، فقد ظلَّ أندرونيقوس يُشكِّلُ خطرًا بِفعل طُمُوحه المُتمثل بِالإطاحة بِوالده عن العرش، وبِخاصَّةً بعد أن نجح في الهرب من سجنه في سنة 778هـ المُوافق فيه سنة 1376م ولجأ إلى الجنويين في غلطة، واتصل من هُناك بِمُراد الأوَّل طالبًا منهُ المُساعدة في الوُثُوب إلى العرش البيزنطي مُقابل بعض التنازُلات، فأمدَّهُ مُراد الأوَّل بِقُوَّةٍ عسكريَّةٍ مكَّنتهُ من دُخُول القُسطنطينيَّة في 29 ربيع الأوَّل 778هـ المُوافق فيه 2 آب (أغسطس) 1376م، فألقى القبض على والده وأخويه عمانوئيل وتُيُودور وسجنهم، واعتلى العرش باسم أندرونيقوس الرابع، وردَّ گاليپولي إلى مُراد الأوَّل، وبِذلك أضحى لِلعُثمانيين موطئ قدمٍ ثابتٍ في أوروپَّا وكان هذا من حنكة السلطان مراد ودهائه فتمكن رحمه الله من تثبيت أقدام دولة الخلافة في أوروبا أمام أنظار ملوكها وحكامها ، كما أضحى الإمبراطور البيزنطي تابعًا لِمُراد الأوَّل.وهكذا تمكَّن مُراد الأوَّل بِفضل سياسته السليمة، من التصرُّف مُجددًا، وفق المصلحة الإسلاميَّة في أوروپَّا، وهو لم يكن قد طُرد منها مُطلقًا، لكنَّ توجُّهه أصبح الآن التوسُّع لِكي يُصبح العاهل الوحيد في المنطقة، إذ لم تمضِ ثلاثة أعوامٍ على سجن الإمبراطور يُوحنَّا الخامس وولديه حتَّى نجحوا في الهرب، فعبروا البوسفور إلى مُراد الأوَّل، وعقد معهُ يُوحنَّا الخامس اتفاقيَّة، تعهَّد لهُ فيها بِدفع جزية سنويَّة ضخمة وتقديم مُساعدة عسكريَّة عند الحاجة، وتنازل لهُ عن مدينة فيلادلفية، آخر المُمتلكات البيزنطيَّة في الأناضول، مُقابل مُساعدته في استعادة عرشه.
وتمَّ الأمرُ فعلًا على هذا الشكل، واضطرَّ أندرونيقوس الرابع إلى اللُجوء مُجددًا إلى حُلفائه الجنويين في غلطة.وساهم مُراد الأوَّل في تفتيت الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة من واقع استغلال الصراع الأُسري، ففرض على تابعه البيزنطي أن يعترف بِأندرونيقوس الرابع وليًّا لِعهده، والتنازُل لهُ عن بعض المُدن، فتجزَّأت بِذلك الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة إلى إماراتٍ صغيرةٍ عدَّة، فحكم الإمبراطور يُوحنَّا الخامس القُسطنطينيَّة، وأندرونيقوس الرابع الأراضي الواقعة على ضفاف بحر مرمرة، وعمانوئيل في سالونيك، وتُيُودور في المورة.
والواضح أنَّ فشل الإمبراطور يُوحنَّا الخامس في الحُصُول على مُساعدةٍ جديَّةٍ من البابا والغرب الأوروپي؛ دفعهُ إلى الدُخُول في طاعة مُراد الأوَّل، وبِخاصَّةً بعد ازدياد خُطُورة الموقف الناتج عن تجدُّد النزاع الأُسري في القُسطنطينيَّة، بِالإضافة إلى أنَّ دُول أوروپَّا الشرقيَّة، مثل الصرب وبُلغاريا، لم تتمكَّن من وقف التقدُّم العُثماني مُنفردة، بعد إحجام دُول أوروپَّا الغربيَّة، المُنهمكة بِمُشكلاتها، عن تقديم المُساعدة، وعجز البابا عن حشد جُيُوش الغرب في حملةٍ صليبيَّة، ما جعل العُثمانيين أسياد الموقف.
الفُتُوح_في_بُلغاريا
في سنة 1379م، اتَّحد قيصر الصرب لازار_بلينانوڤيچ، الذي تربَّع على تخت المملكة بعد وفاة أسطفان أوروك، مع يُوحنَّا شيشمان قيصر البُلغار على مُقاتلة العُثمانيين ومُحاربتهم ودفعهم إلى الخلف.وما أن علِم السُلطان مُراد بِهذا الأمر حتَّى قام على رأس جُيُوشه واجتاح بُلغاريا بِهدف فتح ما تيسَّر من حُصُونها وفض التحالف الصُربي البُلغاري.
وكانت باكورة فُتُوحات العُثمانيين هي حُصُون جبال رودوپس المنيعة، فسارت فرقة من الجيش بِقيادة داود باشا إلى قلعة راكوڤيتسا، وضربت عليها الحصار فترة، لكنَّها امتنعت عليهم، فشدَّد داود باشا الحصار عليها حتَّى اضطرَّت حاميتها إلى طلب الأمان، فاستجاب لهم، ففتحوا له أبواب القلعة.
ثُمَّ سار العُثمانيُّون إلى حصن اتسپينة الاستراتيجي، فحاصره داود باشا طيلة تسعة أشهر أبدى خِلالها المُقاومون بسالةً وشجاعة كبيرتين،ونظرًا لِصُعوبة تضاريس المنطقة والخوف من امتداد الحصار لِأكثر من هذا وحُلُول فصل الشتاء بِثُلُوجه وبرده القارس في تلك المنطقة، مما يُحتمل معهُ هلاك الكثير من الجُنُود وانفصالهم عن الجيش الرئيسي بِسبب انقطاع مسالك الجبل، أقدم داود باشا على سد الينابيع التي تُزوِّد الحصن بِالمياه، فلم يكن أمام حاميته من طريقٍ لِلخلاص سوى الاستسلام، ففتحوا الأبواب لِلمُسلمين، وأمَّنهم داود باشا على أموالهم وأنفُسهم ومُقدَّساتهم.
بعد ذلك سقطت قلعة باطكون بِيد العُثمانيين وقُتل قائدها جرجير في الهُجُوم النهائي عليها،ثُمَّ تلتها مدينة استانيماكا.وهكذا تتابع سُقُوط الحُصُون والقلاع البُلغاريَّة بِيد المُسلمين رُغم المُقاومة العنيفة التي أبداها البُلغار، وأصبحت الطريق سالكة أمام العُثمانيين ناحية مدينة صوفيا المُهمَّة. أُصيب يُوحنَّا شيشمان بِالهلع لمَّا أدرك أنَّ سُقُوط صوفيا أصبح قاب قوسين أو أدنى، وأدرك أنَّ تحالفه مع القيصر الصربي لن يأتي بِالنتائج المرجُوَّة، فمال إلى التفاهم مع مُراد الأوَّل، لكنَّهُ لم يتمكَّن من ذلك بِسبب استغلال أخيه يُوحنَّا سراتسيمير لِلصراع الدائر، حيثُ تحصِّن في صوفيا واتخذها لِنفسه، فاضطرَّ يُوحنَّا شيشمان إلى مُقاتلة أخيه واسترجاع المدينة منه،ثُمَّ طلب المعونة من أمير دبروجة المدعو «دبروتيتسا» لِيُعاونه على دفع العُثمانيين بعيدًا عن صوفيا، لأنهم لو أخذوها يُخشى بعدها على سُقُوط العاصمة ترنوڤو بِيدهم، كما أنَّهم بِسيطرتهم عليها يتحكمون بِجميع الطُرق الواصلة ما بين بلاد الصرب ومقدونيا. لكنَّ الأمير سالِف الذِكر كان مُنشغلًا بِمُحاربة الجنويين وبِبعض الأُمور السياسيَّة مع إمبراطوريَّة طرابزون الروميَّة التي كان يُحاول فرض تعيين صهره على عرشها.
أمام هذا الواقع كان على القيصر البُلغاري التصدي لِلعُثمانيين وحده، وما أن دخلت سنة 1381م حتَّى سار السُلطان مُراد على رأس جيشه لِفتح صوفيا وما جاورها من بلادٍ في القسم الجنوبي الغربي من قيصريَّة ترنوڤو، فاشتبك مع الجيش البُلغاري في وادي زلاتیتسا وألحق بهم هزيمةً فادحة،ثُمَّ سار البكلربك لاله شاهين باشا على رأس مُقدمة الجيش إلى صوفيا وضرب الحصار عليها. بلغ تعداد الحامية البُلغاريَّة في المدينة نحو 15,000 جُندي، يُساعدهم 4,000 جُندي صربي أرسلهم لازار، وكان قائدهم عسكريّ بُلغاري عُرف باسم«البان يانوقا»، أمَّا الجيش العُثماني فبلغ تعداده 10,000 جُندي. دام حصارُ المُسلمين لِصوفيا ثلاث سنوات تمكَّنت خلالها حامية المدينة من الصُمُود بِوجه العُثمانيين حتَّى تسرَّب اليأس إلى فؤاد لاله شاهين باشا وقرَّر رفع الحصار والعودة إلى أدرنة، لولا أن قام أحد سُكَّان المدينة الذي اعتنق الإسلام بِالقبض على البان يانوقا عندما خرج من المدينة لِيصطاد، وسار به إلى المُعسكر العُثماني حيثُ سلَّمه لِلاله شاهين باشا، فاصطحبه الأخير معهُ إلى أسوار المدينة لِيراه الجُنُود المُحاصرين، ولمَّا رأى هؤلاء أنَّ قائدهم أُسر استسلموا وفتحوا أبواب المدينة لِلعُثمانيين.
نتيجة هذا الانتصار، تحقق قيصرا الصرب والبُلغار أنَّهُما عاجزان عن مُكافحة العساكر الإسلاميَّة، فأبرما الصُلح مع السُلطان على أن يتزوَّج السُلطان شقيقة القيصر البُلغاري وعلى أن يدفع لهُ القيصران خراجًا سنويًّا مُعينًا.
وبِهذا ضُمَّت صوفيا وقسمًا من بُلغاريا إلى الدولة العُثمانيَّة، وأخذت تكتسي بِالكِسوة الإسلاميَّة شيئًا فشيئًا ولله الحمد والفضل والمنة والثناء الحسن .
#التاريخ_الاسلامي