تعرف معنا علي من هو الصحابي سعد بن الربيع
منذ أن أعلن سعد الربيع رضي الله عنه إسلامه لم يتوان عن تقديم خدماته للإسلام وأهله , وقد جاهد في سبيل الله بنفسه وماله , وكل ما يملك , ولما جاءت بدر قتال سعد قتال الأسود وأبلي فيها بلاء حسنًا , وتجاوز مقدار الشجاعة , حيث ظهر من شدة بأسه ما أدهش الكفار , وانتهت بدر الكبرى بانتصار الفئة المؤمنين , ولم يغب سعد بن الربيع رضي الله عنه عن أنظار الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بل ظل قريبًا منه يتعلم القرآن ويعمل به .
وجاءت غزوة أحد , ولمَّا فر بعض المسلمين من أرض المعركة , بعد تحول المعركة لصالح كفار قريش , كان سعد بن الربيع قد ثبت كالجبل العظيم , يدافع عن دينه وعن نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم , وظل يصول ويجول كالأسد الضاري في أرض المعركة , يضرب بسيفه ويطعن يميناً وشمالاً وفي كل اتجاه تصل إليه يداه !!.
ويزداد القتال ضراوة ويزداد سعد بن الربيع صلابة , وأحسَّ المشركون بخطورة وجوده في أرض المعركة , فأحاطوا به , وأثخنوه بالجراح فسقط على أرض القتال يعالج آلامه , وتتطلع آماله إلى رحمة الله تعالى , ولما انجلى غبارُ المعركة عن هزيمة قوية للمسلمين , وانتهت أحداثها , وبرغم عِظَم المصاب ,وشدة القرح الذي أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لم ينس رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن الربيع.
قال زيد بن ثابت رضي الله عنه : بعثني رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقال لي : يا زيد , إن رأيته فأقرئه مني السلام , وقل له : يقول لك رسول الله صلي الله عليه وسلم كيف تجدك ؟
قال زيد : فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق , وفيه سبعون ضربة : ما بين طعنة برمح , وضربة بسيف , ورمية بسهم .
فقلت : يا سعد , إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام , ويقول لك : أخبرني كيف تجدك ؟ .
فقال : وعلي رسول الله صلي الله عليه وسلم السلام , قل له يا رسول الله أجد ريح الجنة دون أحد. وقل لقومي الأنصار : لا عذر لكم عند الله إن خلُص إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم , وفيكم عين تطرف , وفاضت نفسه من وقته .
#التاريخ _الاسلامي